قصة حياة الشيخ الداعية الشهير عبد الحميد كشك رحمه الله
كلما قرأت في القرآن الكريم من بين السور والآيات قوله تعالى
.
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ
وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) الأحزاب 23أقف أمامها مشدوها وأحس بان المولى سبحانه وتعالى حينما أرسل بهذه الآية أمين السماء جبريل الى أمير الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم فطوى بأجنحته السبع طباقا وهبط الى محمد عليه من مولاه السلام والصلاة فكأنما قصد بتلك الاية رجالا بعينهم وأحتسب منهم رجلا صدق الله فصدقه
.
نبدة تعريفية عن حياة الشيخ عبد الحميد كشك ومسيرته العلمية
وُلد الشيخ عبد الحميد كشك عام 1933م في قرية شبرا خيت في محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره كان الشيخ رحمه الله مبصراً إلى أن صار عمره ثلاثة عشرعاماً ففقد نتيجة المرض نور إحدى عينيه وفي سن السابعة عشرة فقد العين الأخرى وكان كثيراً ما يقول عن نفسه كما كان يقول ابن عباس رضي الله عنه
إن يأخذِ الله من عينيّ نورهما ففي فؤادي وعقلي عنهما نورُ
التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية وفي السنة الثانية ثانوي حصل على تقدير مائة بالمائة وكذلك في الشهادة الثانوية الأزهرية وكان ترتيبه الأول على الجمهورية
التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وكان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منعم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب خاصة علوم النحو والصرف
عُين الراحل الكبير الشهير الشيخ عبد الحميد كشك معيداً بكلية أصول الدين عام 1957م ولكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب بعدها رغب عن مهنة التدريس في الجامعة حيث كانت روحه معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها من سن 12 سنة ولا ينسى فضيلته تلك الخطبة التي ارتقى فيها منبر المسجد في قريته في هذه السن الصغيرة عندما تغيب خطيب المسجد وكيف كان شجاعاً فوق مستوى عمره الصغير وكيف طالب بالمساواة والتراحم بين الناس بل وكيف طالب بالدواء والكساء لأبناء القرية الأمر الذي أثار انتباه الناس إليه والتفافهم حوله
.
تعرض للاعتقال عام 1966 مع الإسلاميين في ذلك الوقت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وقد أودع سجن القلعة ثم نقل بعد ذلك إلى سجن طرة وأُطلق سراحه عام 1968 وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه الأثناء ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة ذلك المسجد الذي ظل عيناً للحياة قرابة عشرين عاماً هي عمر الشيخ الجليل على منبره إلى أن اعتُقل في عام 1981م وتم منعه نهائياً من الدعوة والخطابة إلى أن لقي ربه ساجداً بين يديه
.
في عام 1972 بدأ يكثف خطبه وزادت شهرته بصورة واسعة وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين ومنذ عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام وأخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس المصري محمد أنور السادات وقد أفرج عنه عام 1982
للشيخ الجليل الراحل شقيقان هما المهندس عبد المنعم كشك والمستشار عبد السلام كشك أمين صندوق نقابة المحامين بالقاهرة وله أيضاً شقيقتان متزوجتان وله من الأبناء ثمانية خمسة من الذكور وثلاثة من الإناث أما الذكور فهم عبد السلام وعبد المنعم ومحمد ومصطفى وعبد الرحمن أما بناته فهُنّ أسماء وخديجة وفاطمة جميع أبناء الشيخ عبد الحميد كشك يحفظون القرآن الكريم كاملاً
دكريات الشيخ عبد الحميد كشك مع الإعتقالات
تعرض الشيخ عبد الحميد كشك للاعتقال عام 1966 مع تنظيم الإخوان المسلمين في عهد الرئيس جمال عبدالناصر فسجن بسجن القلعة ثم نقل بعد إلى سجن طرة وأبو زعبل والسجن الحربي وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه الأثناء رغم أنه كان كفيفا لا يبصر منذ صغره ليطلق سراحه بد ذلك عام 1968
الشيخ عبد الحميد كشك يتفرغ للتأليف الكتب و تفسير القرآن العظيم
ترك الداعية الكبير الراحل 115 من الكتب تناول فيها كافة مناهج العمل والتربية الإسلامية وكان في كل هذه الكتابات ميسراً لعلوم القرآن والسنة مراعياً لمصالح الناس وفِقهِ واقعهم بذكاء وعمق وبصيرة كما توجت جهوده العلمية بمؤلفه الضخم في عشرة مجلدات الذي سماه في رحاب التفسير الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملاً وهو أول تفسير يعرض للجوانب الدعوية في القرآن الكريم ويُمثل ضلعاً ثالثاً إلى جانب في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب والأساس لسعيد حوى
.
وعلى مدى 12
عامًا أي في الفترة ما بين 1982 وحتى صيف 1994تفرغ الشيخ للتأليف حتى بلغت مؤلفاته 115مؤلفًا منها كتب في قصص الأنبياء
وأخرى عن الفتاوى و تفسير القرآن الكريم كما أن له شرائط كاسيت وصلت إلى 425 خُطبة جمعة وأكثر من2000
درس ويكاد يكون الداعية الوحيد
الذي ظل يخطب أربعين عاماً ما أخطأ مرة واحدةً في اللغة العربية و كان أحد
الثقاة المعدودين في علوم الإسلام فقد كان رحمة الله عليه يُفتي في مسائل
الميراث شفوياً وكان يحُل أعتى مشكلات الفقه والأصول وكأنه يسكب ماءً
زلالاً
أقوال أبناء الشيخ عبد الحميد كشك في والدهم
يقول ابنه عبد المنعم في لقاء مع مجلة المجتمع
هل تعلم أن والدي لم يضرب أي واحد منا نحن الثمانية طوال حياته أبداً وهل تعلم أنه قام بتحفيظنا القرآن الكريم بنفسه رغم ضيق وقته وكثرةُ شواغله وهمومه ثم قال كان والدي رحمه الله يظل في محبسه هذا بجوار الهاتف يرد على أسئلة واستفسارات الناس لمدة طويلة كل يوم كانت تصل في بعض الأيام إلى أكثر من خمس ساعات وعندما كنا نشفق عليه من هذا الجهد المزعج كان يقول لا بد أن أعمل هذا لكي يكون راتبي من وزارة الأوقاف حلالاً
ويضيف عبد المنعم قائلا إن والده قد سمى بنتي أي حفيدة الشيخ باسم هالة وعندما سألناه لماذا ؟ قال لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُحب هذا الاسم لأن خديجة أم المؤمنين رضوان الله عليها كان لها أخت اسمها هالة وكانت تشبهها تماماً وبعد وفاة السيدة خديجة كانت أختها هالة كلما رآها الرسول صلى الله عليه وسلم ازداد سروراً وكان كلما طرق بابه طارق يقول اللهم هالة لذلك فقد أطلق عليها أبي رحمه الله هذا الاسم
خواطر و طرائف الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله
كان الشيخ داعية مُفوه متمكن وكان يلقي طرائف في خطبة ذات معني ومغزي فكان يقول في إحدى خطبه بالعامية المصرية كنا نبحث عن إمامٍ عادل آمْ طِلِعْلِنا عادل إمام
ويروى أيضاً عن الشيخ رحمه الله أنه قال عن السجن الظلم تسعة أعشاره عندنا في السجن وعشر يجوووووب العالم كله فإذا أتى الليل بات عندنا
ويروى عن الشيخ كذلك أن مسجده مزحوم بقوة ذات جمعة فقال إخوّنا المباحث في الصف الأول يتأدموا يتقدموا علشان إخونهم المصلين في الخارج
ويروى عن الشيخ أيضاً أنه قال مازحا اللهم صلي على الصف الثاني والثالث والرابع فقيل له والصف الأول يا شيخ فقال دا كله مباحث يا اخوّنا
ومن أشهر ما قاله لكل ملك علامات فلما علا مات
وقال عن عبد الحليم حافظ وهذا العندليب الأسود عندنا ظهرت له معجزتين الأولى يمسك الهوى بأيديه والتانية يتنفس تحت الماء
وعندما قبض عليه كان أحد الضباط جديد فقال ما اسمك قال عبد الحميد كشك قال ما عملك فقال الشيخ مساعد طيار (معلوم أن الشيخ كان ضريرا والشيخ مشهور للغاية عند المباحث )
.
يروى عن الشيخ رحمه الله أنه قال ( دا هما بيؤولوا - يقولوا - دي مصر أم الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم بيؤول - يقول - دا الدنيا ملعون ملعون ما فيها ، يبأ مصر أم الملاعيين )
ويحكي الشيخ عبد الحميد كشك ( في السجن جابوا لنا سوس مفول )
أي أن السوس أكثر من الفول !!!
يقول عن توفيق الحكيم عندما قال آدم عبيط ( توفيق الحكيم حيث لاتوفيق ولا حكمة ) ثم يتنهد الشيخ ويقول متأسفا ( هؤلاء هم أدباؤنا )
يقول عن بو رقيبه( لا يجوز لقزم مثلك أن يمد إلى الشمس يدا شلاء ، ارجع فتعلم في الإبتدائي فليس عيبا أن تتعلم ولكن العيب أن تقول ما لاتعلم )
يقول عندما علم الناس بنقل أحد الخطباء لمسجد آخر ذهب الناس لذلك المسجد فأصبح المسجد فارغا ولا يوجد غير الجنود فقامت المخابرات بدفع جنيه لمن يصلي في هذا المسجد فتجمع كثير من النصارى وغير المصلين ( خد بالك ده جنيه )
وقال عن ام كلثوم ( امرأة في السبعين من عمرها تقول خدني لحنانك خدني ) فاستطرد الشيخ ( ياشيخه خدك ربنا )
.
شخصية الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله
إذا أردنا أن نضع مفاتيح لشخصية الداعية الكبير الراحل الشيخ عبد الحمد كشك فإننا نرى أنها تتلخص في أربعة أمور
أولاً : الإخلاص العميق في كل علم وعمل
ثانياً : الصدق والثبات والشجاعة إلى أقصى حد
ثالثا : الذكاء الحاد وخفة الظل التي قرّبت منه مفاهيم الدعوة للناس
رابعاً : المواهب الشخصية التي حباه الله تعالى بها كالذاكرة الذهبية واللباقة والفصاحة التي لا مثيل لها
الشيخ عبد الحميد كشك وانفتاحه على جميع طبقات المجتمع
أينما حللت فأشرطة الشيخ عبد الحميد كشك موجودة تسمعها عند أساتذة الجامعات كما تسمعها عند سائقي السيارات وبائعي الفاكهة والعصائر وكان يُحبه العلماء وفي هذه الفترة فترة إعادة التأسيس للعمل الإسلامي المعاصر كانت المفاهيم الشمولية للإسلام قد غابت عن الناس كثيراً وكانت النظرة التكاملية للفكرة الإسلامية قد عبث بها أصابع الإشتراكية والماركسية والناصرية وكانت رموز العمل الإسلامي تنتقل من كرب إلى كرب والفضل يرجع بعد الله تعالى إلى هذا الرجل الراحل الشجاع الذي ملأ الدنيا وشغل الناس فدوّت على المنابر أسماءُ حسن البنا و سيد قطب و محمد فرغلي وعبدالقادر عودة ويوسف طلعت تماماً كما تُدوي أسماء ابن حنبل و مالك والشافعي وأبو حنيفة وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وابن حزم والعز بن عبد السلام وغيرهم الكثير
.
كذلك كانت لخبرة الشيخ كشك الواسعة في الحياة وأنماطها الإجتماعية وتمكنه من طرح رؤيته في مسائل المرأة والشريعة والتربية والجهاد والإصلاح الإجتماعي كان لذلك كله أبعد الأثر في التحليق بالدعوة في كل مكان فقد كان الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله يتسم بالشجاعة الشديدة والجرأة وكان لا يخاف في الله لومة لائم مما عرضه للسجن عدة مرات
الشيخ عبد الحميد كشك والدعوات الكثيرة للعمل خارج مصر
عرض على الشيخ عبد الحميد كشك العمل خارج مصر فأبى وقال هذا التولي يوم الزحف فقد كان يرفض مغادرة مصر إلى أي من البلاد العربية أو الإسلامية رغم الإغراء والإمتيازات إلا لحج بيت الله الحرام عام 1973م
الأزهر والشيخ عبد الحميد كشك
كان للشيخ كشك بعض من آرائه الإصلاحية لللأزهر إذ كان ينادي بأن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخابات لا بالتعيين وأن يعود الأزهر إلى ما كان عليه قبل قانون التطوير عام 1961 وأن تقتصر الدراسة فيه على الكليات الشرعية وهي أصول الدين واللغة العربية والدعوة
وكان الشيخ عبد الحميد كشك يرى أن الوظيفة الرئيسة للأزهر هي تخريج دعاة وخطباء للمساجد ورفض كذلك أن تكون رسالة المسجد تعبدية فقط وكان ينادي بأن تكون المساجد منارات للإشعاع فكريًا واجتماعيًا
آخر خطبة خطبها الشيخ عبد الحميد كشك
كانت آخر خطبة خطبها الشيخ عبد الحميد كشك هي الخطبة رقم 425 الشهيرة قبيل اعتقاله عام 1981م والتي بدأها بقوله تعالى
( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مُقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدنهم هواء ) إبراهيم 42 43
وظل بعدها رهينا بالتأليف إلى أن لقي ربه ساجداً في الخامس والعشرين من شهر رجب لعام 1417 هـ الجمعة الموافق 6 ديسمبر لعام 1996م
الشيخ عبد الحميد كشك وحسن الخاتمة
كان الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله كثيرا ما يدعو الله في خطبه ان يتوفاه ساجدا وهو يصلي وفي ليلة جمعة يوم خميس في عام 1996 جمع الشيخ أبنائه وأخذ يسدي إليهم النصائح والوصايا ثم سألهم قائلا في أي سن مات النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا على لسان أحدهم في سن الثالثة والستين فقال الحمد لله أني أتممتهم الليلة
ثم نام الشيخ واستيقظ في صباح يوم الجمعة واستدعى زوجته وقال لها سوف أقص عليك رؤيا رأيتها الليلة
فقالت : قل
فقال لها : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسلمت على النبي وقال لي النبي سلم على عمر فسلمت عليه وبينما أنا هكذا حتى سقطت بينهما ميتا وغسلني النبي بيده الشريفة
فقالت له : ولما تقصها علي وقد علمتنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فلا يقصها على أحد فانها لا تضره
فقال لها : ومن قال لك أني أكرهها ليتها تكون
ثم دخل الشيخ فاغتسل غسل الجمعة وخرج من حمامه على غير عادته مسرعاً وركن إلى صلاة كان يصليها في الضحى قبل ذهابه للصلاة فصلى ركعته الأولى وتوفاه الله وهو ساجد في الركعة الثانية متوضئاً مصلياً ساجداً لله وبقدر ما كان الحزن يعتصر المعزّين بقدر ما كانت سعادة الكثير منهم بهذه الخاتمة الطيبة
فالمرء يُبعث على ما مات عليه لذلك فإن الداعية الشهير الشيخ محمد حسان عندما حضر إلى العزاء ليلة الوفاة قال لأبنائه لم آت مُعزياً وإنما أتيت مهنئاً وحق لكم أن ترفعوا رؤوسكم لأنكم أبناء المجاهد الطاهر عبد الحميد كشك
.
اليوم الذي مات فيه الشيخ عبد الحميد كشك و ليلة العزاء
في ليلة العزاء التي كان صورة أخرى من جموع مسجد عين الحياة حيث توافد مئات الآلاف من شتى أرجاء الحمهورية بل وحضر الكثيرون من الدول الإسلامية لتقديم العزاء في الشيخ الجليل الراحل
تحدث في هذه الجموع الحاشدة الأستاذ مصطفى مشهور المرشد العام للإخوان المسلمين الذي أشار في كلمته إلى الرحلة الجهادية والدعوية للشيخ كشك وقال
إن رحيل الدعاة إلى الله كالدكتور عبد الرشيد صقر والشيخ كشك لهو شكوى خالصة إلى الله عز وجل وقال إن الشيخ كشك كان واحداً من فرسان المنابر القلائل والمعدودين وكان من الدعاة المخلصين العاملين وإننا جميعاً نتعزى فيه ونسأل الله أن نفيد من علمه الذي ملأ الدنيا وأنار بصائر الناس
كما تحدث الدكتور محمد عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر قائلا
إن حُزني على الشيخ كشك لا يعدله حُزن أبداً ذلك لأنني كنت البديل له عندما يتغير عن منبره وإن اخوتي له تستمر على مدى خمسة وثلاثين عاماً ما عهدته خلالها إلا أسداً من أسود الحق لا يبالي في الله لومة لائم وكان يعتبر نفسه جندياً في أرض الرباط ولذلك رفض الرحيل من مصر رغم العروض والإغراءات التي انهالت عليه من كل مكان ولكنه كان يقول إن فرار العلماء من مصر خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخها كالتولي يوم الزحف لأن مصر هي قلب العالم الإسلامي وإذا مات القلب مات الجسد كله
أما الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي قارة أستراليا وأحد الأصدقاء المقربين جداً من الشيخ كشك فقال في كلمته
لقد حدثته من يومين بالهاتف فقال لي أقبل لكي أراك لعلها رؤية مودع وبالفعل كانت رؤية مودع ثم قال فضيلته في كلمة العزاء التي هزّ بها جموع المعزين أما آن للأيدي الشلاء التي قيدت كلمات الله وكبلت الدعاة إلى الله أن تفيق فإن عدونا على الأبواب فأفيق أيها الناس فإن الأمر جد خطير وما عهدنا مصر هكذا تأكل أبناءها
.
ثم تحدث الداعية الشيخ يوسف البدري والشيخ المجاهد أحمد المحلاوي الذي قال
أحسن الله عزاءنا معشر المسلمين وعظم الله أجرنا ورحم الله ميّتينا ففي أسبوع واحد لقيا ربهما عالمان جليلان وداعيان إسلاميان عظيمان ما أحسب أن التراب الذي واراهما سوف يطمس اسميهما في أذهان وقلوب وأسماع الملايين بل لعل وفاتهما تجعل من علميهما زاداً ومداداً على الطريق عرفتهما المعتقلات كما عرفت غيرهم من الرجال أمثلة للصبر والسداد وعرفتهما المنابر من فرسان الحق الذين يجولون به وله وعرفتهما ساحات العطاء الإسلامي والإصلاح الاجتماعي ينزلان على الناس بردا وسلاماً كما ينزل ماء السماء فيحيي به الله الأرض بعد موتها.
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة فما أحوجنا اليوم إلى مثله من العلماء الربانيين المخلصين الذين وهبوا نفسهم لله فبلغهم الله حسن الجزاء
المراجع
من ويكيبيديا
الشبكة الدعوية
موقع مدينة دمنهور
موقع الملتقي
موقع طريق الإسلام
موسوعة الإخوان المسلمين
ليست هناك تعليقات على : قصة حياة الشيخ الداعية الشهير عبد الحميد كشك رحمه الله
أضف تعليق: تذكر قوله تعالى: (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))